#نداء من الدكتورة #مها_عزام رئيس المجلس الثوري المصري إلى الأحرار في مصر والوطن العربي:
نحن، المجلس الثوري المصري، بمناسبة عقد قمة الديمقراطية من ٩-١٠ ديسمبر ٢٠٢١م أرسلنا خطابا موجها إلى الرئيس بايدن، وإلى زعماء الدول الديمقراطية في العالم أجمع، وإلى الأعضاء المنتخبين في الهيئات التشريعية والبرلمانات في البلدان الديمقراطية وإلى منظمات المجتمع المدني التي تدافع عن حقوق الإنسان والديمقراطية، وكذلك إلى مواطني هذه الدول الديمقراطية والتي نرفق محتواها أدناها.
فعلنا ذلك ونحن على علم أن الديمقراطية واحترام الحقوق والحريات لن يتم إعطاؤها لنا من قبل الديمقراطيات الغربية، بل يجب أن تكافح شعوبنا من أجلها وتنالها.
لقد طال تقبلنا لنير الهيمنة والاستغلال من حكام العالم العربي وأعوانهم الذين لا يخدمون الا أنفسهم فقط وثم القوى الخارجية.
الحقيقة هي أن أغلبية شعوبنا فقراء ومحرومون بينما يسرق هؤلاء الطغاة ثروات شعوبنا ومستقبلها.
ما يسمى بقادة مصر والعالم العربي يمثلون نظامًا قديمًا يحتضر، والذي كانت استجابته للربيع العربي ثورة مضادة أرادوا بها إنقاذ أنفسهم ومصالحهم المالية. وفي الحالة المصرية، اجتمعوا لإحباط أول تجربة ديمقراطية في أكبر دولة عربية وواصلوا تآمرهم على شعب مصر بعدها لتعزيز مصالحهم الخاصة. كما تآمر هؤلاء الطغاة لتقويض النضال من أجل الحرية في سوريا وليبيا وتونس وخلق أزمة إنسانية غير مسبوقة في اليمن راح ضحيتها ٢٣٠ ألفًا بينهم ١٠ آلاف طفل.
لقد اجتمعت الأنظمة الاستبدادية في المنطقة لخدمة مصالحها الضيقة والشريرة ضد تطلعات شعبنا في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. أجندتهم هي خدمة مصالح أعدائنا وسيواصلون محاولاتهم لسحق كل صوت حر يتكلم ضد إخضاع منطقتنا. إنهم ينفذون مرحلة جديدة في برنامج اقتصادي وسياسي وثقافي لإخضاع شعوبنا تم وضعه وتوجيهه من قبل الكيان الصهيوني لمساعدتهم ومساعدة الكيان على البقاء والاستمرار.
شعوب المنطقة عليها واجب ولديها القدرة أن تقف في وجه هؤلاء الطغاة، من الدكتاتوريين العسكريين إلى الأنظمة الملكية، بالاتحاد كشعوب تكافح لنيل حقوقها كما اتحد الحكام ضد الشعوب لاخضاعها، وعلينا أن نعمل ونقول بوضوح للغرب ارفعوا أيديكم عن منطقتنا وكفوا عن تمكين الظلم والاستبداد فيها.
على الشعوب العربية أن تدرك أنه بصفتنا الأغلبية، نملك المقدرة أن نقف بالملايين في وجه هؤلاء الطغاة القلة وأعوانهم ونعمل على استعادة بلداننا ومجتمعاتنا وبالتالي تشكيل مستقبل مزدهر وعادل لجميع شعوبنا. إن إحداث هذا التغيير بمشيئة الله في أيدينا، وليس في أيدي أي قوة خارجية.
رسالة مفتوحة بمناسبة انعقاد قمة الديمقراطية من ٩ إلى ١٠ ديسمبر ٢٠٢١م من الدكتورة مها عزام، رئيس المجلس الثوري المصري:
رسالتنا للرئيس بايدن ورؤساء الحكومات الديمقراطية في العالم، وللأعضاء المنتخبين في الهيئات التشريعية والبرلمانات في البلدان الديمقراطية وإلى منظمات المجتمع المدني الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، وكذلك إلى مواطني هذه الدول الديمقراطية.
ندعوكم على أمل أنكم تؤمنوا بضرورة رفض الدكتاتورية والقمع أينما حدثا في العالم، وأن كل الناس يستحقون نفس الحقوق والحريات التي تتمتعون بها في بلدانكم.
للبرلمانيين المنتخبين ومنظمات المجتمع المدني والمواطنين على وجه الخصوص ، نوجه هذا الطلب. أن تضغطوا على حكوماتكم أن تتمسك بالقيم الديمقراطية التي تؤمن بها وتتوقف عن دعم الديكتاتوريات التي تضطهد شعوبها، سواء كان ذلك الدعم على شكل مساعدات عسكرية أو مالية أو تجارة، تحت مسمى المصالح الوطنية أو المكاسب الجيوسياسية.
منظمتنا تمثل تطلعات كل من يتوقون للعودة إلى المسيرة الديمقراطية التي تم الانقلاب عليها عام ٢٠١٣ في مصر، وما نلاحظه أن مصر وكذلك العالم العربي الأوسع منطقة تحكمها أنظمة دكتاتورية تحافظ على وجودها وتسيطر على السلطة من خلال مزيج من القمع الوحشي والتحالفات المنسقة بعناية مع الدول الديمقراطية فتقدم لها صفقات تجارية مواتية، لا سيما واردات الأسلحة، وتفتح المجال لهذه الدول الغربية وحلفائها للوصول للموارد والأصول الجيوسياسية في المنطقة مقابل الاعتراف الدولي، فضلاً عن الدعم العسكري والمالي لها.
وبهذه الطريقة، تم إحباط تطلعات شعوب المنطقة للاستقلال الحقيقي ولتعزيز تقدم دولهم خلال معظم القرن الماضي وحتى اليوم.
هذه الأنظمة، سواء كانت عسكرية أو ملكية، هي أنظمة سياسية قديمة تشبثت بالسلطة وتستمر في محاولة تقوية سيطرتها وتسعى لإعادة إنشاء نفسها كلما واجهتها تحديات من أجل البقاء.
نتيجة لتاريخ طويل من القمع والفساد، فإن القضية المعروضة علينا اليوم ليست قضية إدخال إصلاح تدريجي في المنطقة وبعض الحقوق التي تسمح بحد أدنى من المعارضة تتيح للأنظمة تحسين صورتها لكن مع عدم الاستجابة لتطلعات واحتياجات ملايين البشر. القضية اليوم هي أن غالبية سكان المنطقة يعانون من مستويات قياسية من الفقر وانعدام الفرص في إطار نظم اقتصادية فاسدة تستخدم التجارة والمساعدات لسرقة الثروة لصالح أقلية من النخبة الحاكمة. فاصبحت أغلبية شعوب المنطقة محرومة من أدنى حد من متطلبات الصحة والتعليم والسكن ومن فرص التقدم .ولا يخفى عنهم أن الغرب قد أحتضن لفترة طويلة وساعد هذه الأنظمة التي تضطهدها وتفقرها.
الحقيقة المحزنة هي أن هذا التصور الشائع ليس خطأ. الديمقراطيات الغربية متواطئة في ابقاء الأنظمة وفي تمكين قمعها وفسادها، حتى لو حاولت أحيانًا تهدئة ضميرها من خلال نصح هذه الأنظمة بتقليل مستويات قمعها أو إظهار المزيد من الاحترام لحقوق الإنسان، وهو ما قال الرئيس بايدن إنه سيسعى إلى القيام به.
نحن في نقطة حرجة في الشرق الأوسط، حيث يتزايد عدد الشباب المحرومين (حوالي ١٠٠ مليون) من الفرص للتقدم للمستقبل، ويعيشون في بلدان تفتقر إلى الحرية وجميع الحقوق وسيادة القانون، بلدان فقدت عقودا من الفرص الاقتصادية.
إن اعتقاد أي شخص أن هذه الحكومات الفاسدة نفسها قادرة (ناهيك عن أن تكون راغبة) في تحقيق نهضة اقتصادية لصالح غالبية سكانها يتعارض مع أكثر من قرن من الأدلة.
لا بد لشعوب المنطقة أن تقوم بالتغيير بنفسها ولكننا ندعو الديمقراطيات الغربية ألا تكون عقبة أو وسيلة لحرمان هذه الشعوب من الحرية من خلال تمكينهم للأنظمة في المنطقة.
خلال الربيع العربي كان الغرب غير مرتاح لنتائج تحرك المنطقة نحو الديمقراطية وسعى لتقويضها وعكس مسارها بالتحالف مع الحلفاء الخليجيين الإقليميين. وللأسف .. أيدت بعض النخب والقوى السياسية سحق الديمقراطية وسعت لإضفاء الشرعية عليها، ودفعت هي الأخرى ثمناً باهظاً.
وزارة الخارجية الأمريكية ذكرت أن الموضوعات والأهداف الرئيسية لقمة الديمقراطية هي:
. الحماية من الاستبداد
. معالجة الفساد ومكافحته
. تعزيز احترام حقوق الإنسان
ومن الجلي أن الوقت قد حان للتغيير ولذلك يجب على الحكومات الديمقراطية التوقف عن دعم الديكتاتورية والاستبداد.
وإن الضغط من أجل إصلاح محدود لن يؤدي إلا لإطالة عمر الأنظمة الاستبدادية والواقع أن انتكاس الربيع العربي بموافقة ضمنية من الغرب شجعها على زيادة قمعها لمستويات غير مسبوقة.
لقد حان الوقت لتحقيق التطلعات المشروعة لشعوب المنطقة.
يجب على الغرب أن يكف عن مساعدة وتمكين هذه الديكتاتوريات ويجب على شعوب المنطقة أن تنشئ أنظمة حكم تمثل الشعوب وتخضع لمحاسبتها، وتسمح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة وتدعم سيادة القانون وحقوق الإنسان تحت أي ظرف من الظروف.
عند ذلك فقط يمكن للمنطقة أن تجد الاستقرار والازدهار.
عندها فقط يمكن أن يكون للقوى الغربية حلفاء دائمون بدلاً من أنظمة خاضعة لا تستطيع البقاء إلا من خلال قمع شعوبها.