بدأت الحرب على الإسلام منذ بداية حكم الأنظمة العسكرية بالمنطقة وزادت بشراسة خلال السنوات التالية للانقلاب العسكري المصري في ٢٠١٣، حيث حدث تحول جوهري في طريقة تعامل النظام المصري بكل أذرعه الإعلامية والتعليمية والثقافية، و أصبح الهدف الرئيس لها هو الهجوم الممنهج والشرس على كل ما يتعلق بمظاهر وجوهر الإسلام في مصر، بدءا من الهجوم المتتالي على التراث لا لتنقيته ولكن لتدميره، فالبحث داخل المجمتعات الإسلامية ومحاولات الفهم عبر التاريخ لا تمثل بالضرورة الحقيقة؛ ولكنها تمثل منهج الأمة في استمرار الفهم والبناء للنصوص الإسلامية من القرآن والسنة طبقا للواقع والتاريخ، فهذه المحاولة الخبيثة هدفها تدمير أصول وثوابت الإسلام من قرآن وسنة وأيضا تحطيم منهجية البحث العلمي والتوثيق المتتابعة عبر تاريخ الحضارة الإسلامية.
كما لم تدخر أذرع النظام المصري الانقلابي جهدا في الهجوم المتوالي على مظاهر المجتمع الإسلامية في المجال العام بدءا من الحرب ضد حجاب المرأة وإغلاق وهدم المساجد وأخيرا استنكار قراءة القرآن في الأماكن العامة.
إن هذه الحرب الشعواء ليست في مصر فقط؛ ولكن ممتدة إلى دول الخليج العربي والجزيرة العربية، حيث تتوالى التحريفات في المفاهيم وقراءة النصوص لتغيير هوية المجتمعات العربية الإسلامية، ويؤكد المجلس الثوري المصري أن مصر بما لها من عمق وثقل حضاري كانت وستظل قاطرة الأمة ودرعها لحماية الهوية والحضارة والدين، وقد أصبح النظام المصري الانقلابي أحد الأدوات الرئيسة في الحرب الشاملة والمعلنة على الإسلام في المنطقة ورأس حربة علمنة مصر والمنطقة.
إن غياب هوية أي أمة أو شعب هي خطوة رئيسية في تدميرهم، وهي الطريق الأفضل والأسرع لضرب أي قوة ناعمة أو خشنة للشعوب وبالتالي تصبح هذه المنطقة مستباحة للعدو الاستراتيجي، لقد كان الإسلام هو الراية التي تجمع حولها الشعوب والأمم وكان المحفز على المقاومة ضد الاحتلال والاستبداد عبر تاريخ مصر والمنطقة .
ولذلك يرى المجلس الثوري المصري أن الهجمة المنظمة على كل ما هو إسلامي داخل مصر وفي المنطقة يعبر عن فقر شديد في المعرفة أو عن كره عميق للدين الإسلامي وما ينتجه من نماذج مجتمعية وفكرية، وهذا لن يؤثر بالتأكيد على الحقائق الراسخة إلا أنه بالضرورة يؤثر علي أفكار المجتمع المصري والمجتمعات العربية ويدمر تاريخهم ويمحق الثوابت الفكرية والأخلاقية والتي بدأت مظاهرها تنتشر بشراسة.
إن دعاة الفقر والذل والإذعان للظلم والاستبداد هم من يروجون الآن وبقوة لإزالة كل مظهر إسلامي بالمنطقة، بداية من قضية الحجاب ونهاية بقضية قراءة القرآن وهو كلام الله والمرجعية الكبرى للفكر الإسلامي عبر تاريخه، إن هذه الهجمة القاسية تحتاج إلى نضال المجتمعات ضد محاولة تغيير هويتها وتاريخها وأسس حضارتها الممتدة لأكثر من ألف وأربعمائة عام، وتحتاج إلى استمرار العمل على نزع تلك النظم المعادية للشعوب وتاريخها وهويتها، وهذه الأنظمة تحارب في كل الجبهات لكي يستمر إذلال الشعوب وإفقارها و وتدمير ثوابتها، فلا يمكن استعباد شعب يعرف نفسه جيدا ويدرك عمق أصالته وقوة أفكاره.
.
9 نوفمبر ٢٠٢١م