#بيان
إلى كل شرفاء الوطن وشركاء الثورة ورفقاء الدرب
إن هذه الفترة العصيبة من عمر ثورتنا لها من الخصائص ما يميزها عن كل الفترات السابقة فبعد أن دفع المحضون لها ثمنا باهظا لحرية هذا الوطن ،واصبحت الأهداف قريبة المنال من أيدي الثوار ،وأصبح المجتمع الدولي غير قادر على التعامل مع كبير اللصوص الذي سرق الوطن واستولى على خيراته ومقدراته بالرغم من كل عمليات التجميل والترقيع التي أجريت له حتى أضحى مسخا غير صالح للقيام بأي دور واصبحت أقصى أمانيه أن يتسلل ليقف إلى جوار مسئول فيلتقط معه صورة تذكارية ،وبعد أن وصل الانقلاب العسكري إلى أقصى مراحل الفشل السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي نجد أن المؤامرات مازالت تحاك لهذه الثورة حتى يحال بينها وبين تحقيق مكتسباتها أو على أقل تقدير الحد من هذه المكتسبات ،ومازالت الدولة العميقة المدعومة خارجيا حريصة على أن ترسم للثورة خارطة طريق جديدة تختلف عما اختاره الشعب لنفسه أو إن شئت فقل الدخول إلى انقلاب جديد بعيدا عن حق الشعب المسلوب في استرداد سيادته وفي هذا الإطار يجب أن نؤكد على عدة معاني
أولا : إن المجلس الثوري المصري لا يعتبر شرعية الرئيس محمد مرسي عنصرا في أي مفاوضات أو ورقة ضغط يمكن لأحد أن يستغلها في وقت ما لتحقيق أي مكتسبات سواء كانت خاصة أو عامة .
ثانيا : إن المجلس الثوري المصري قد نص صراحة في وثيقة انشاؤه على وجوب عودة الشرعية للشعب كاملة غير منقوصة وهذه الشرعية لا تنفك عن عودة الرئيس الدكتور محمد مرسي لاستكمال مدة رئاسته الباقية ومدتها ثلاث سنوات باقية .
ثالثا : إن إصرار المجلس الثوري المصري على عودة الرئيس الدكتور محمد مرسي ليس فقط لثقة المجلس في شرفه ونزاهته وقدرته على تهيئة السبل لعلاج المشكلات المتفاقمة التي أحدثها الانقلاب العسكري في الوطن و رأب الصدع بين أبناء الوطن ،ولكن المجلس ايضا يدافع عن هذه الشرعية احتراما للشعب الذي اختار رئيسه ،وتأكيدا على حق الشعب في اختيار من يمثله .
رابعا : إن ما سمي مؤخرا بدعوات الاصطفاف والتي أطلقها البعض لم ترقى في أي وقت إلى تطلعات وآمال الجماهير الثائرة ،والتكلفة التي دفعا الثوار خلال سنوات عمر الانقلاب إلا أننا في ذات الوقت لا نخون من أطلقوا هذه الدعوات ونقدرهم كشركاء في الثورة حتى مع اختلافنا الكامل مع رؤيتهم وأهدافهم وتوجهاتهم ،وفي هذا الصدد يجب أن نؤكد على أن للاصطفاف الثوري مبادئ عديدة كانت قد حددتها الدكتورة مها عزام رئيس المجلس الثوري المصري وكان على رأس هذه المبادئ عودة الرئيس الدكتور محمد مرسي ،وهدم دولة الفساد التي توغلت في شتى المؤسسات الوطنية ،وتغليب الإرادة الشعبية على أي أهواء أو أطماع خاصة .
خامسا : إن المجلس الثوري مازال يرفع راية الشرعية ولن ينزلها ،ويدعو كل رموز العمل الوطني كافراد وكيانات إلى الاصطفاف حول راية المجلس الثوري المصري حتى تحقيق أهداف الثورة كاملة ومن أهمها عودة الرئيس المنتخب ،وكسر الانقلاب العسكري، والقصاص ممن اجرم في حق الثورة والثوار .
وأخيرا فإن المجلس الثوري المصري على يقين بأن الثورة لن تنتصر بكثرة عدد من يصطفون في الشوارع ولكن ستنتصر بطهارة نواياهم و بعدالة مطالبهم وسلامة توجهاتهم ونبل تضحياتهم .
أما عن بشريات النصر فهي كثيرة ولكن أهم ما يجعلنا على يقين بالنصر هي أن الله قد سمع دعاء المظلوم ،وبكاء اليتيم ،صراخ الأرملة ،وأنين الأسير .
فثقوا جميعا في نصر الله ،واجعلوا الأمل يملأ القلوب ،وارفعوا راياتكم الصفراء ومعها صور الرئيس ،واعلوا اصواتكم بالهتاف (( قصاص شرعية حياة ديمقراطية )) فوالله ما هي إلا أياما قليلة وستمر ثم نجلس مع أبنائنا وأحفادنا لنقص لهم حلاوة ومرارة هذه الأيام وكيف حولنا الهزيمة فيها إلى انتصار، ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا .
وليد شرابي
نائب رئيس المجلس الثوري المصري
إعادة الشر
تم النشر سابقا بتاريخ 22/11/2015