أكدت رئيس المجلس الثوري المصري، مها عزام، أن “نساء مصر كنّ وما زلن في طليعة الثورة من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، مدافعات بكل شرف وإباء عن هذه المبادئ، رغم طلقات الرصاص التي اغتالت آمال وطموحات وأرواح الكثيرات منهن، هذا فضلا عن الاعتقال العشوائي والتعذيب وانتهاك الأعراض والاختفاء القسري، بل والاغتصاب”.
وقالت في بيان لها الأربعاء: “لم تحصل أي من هؤلاء النسوة على أي صورة من صور العدالة الناجزة لما عانينه من جرائم العسكر بحقهن بشكل مباشر من انتهاكات وإساءات على يد النظام العسكري بدءا من فحوصات العذرية المشينة التي أمر بها العسكر في 2011 حتى بلغ الأمر إلى الاعتداءات والاغتصاب الممنهج في السجون وقتل المتظاهرات البريئات”.
وأضافت: “سيشهد التاريخ أن نساء مصر وفتياتها وقفن بصلابة لحماية الثورة، وأنهن واجهن أقسى صور القمع والاضطهاد من قبل منظومة الانقلاب القمعية وقواتها الأمنية، وشهدن معاناة أزواجهن وآبائهن وأبنائهن وبناتهن، بينما بقي العالم خارج مصر صامتا على هذا الظلم”.
وأشارت إلى أن “المرأة المصرية كان لها دور بارز خلال أحداث الثورة المصرية منذ اندلاعها وحتى الآن، فقد وقفن بالآلاف في ميادين مصر لمقاومة طغيان العسكر وتابعيهم، واضطهدن وقُتلن برصاص الأمن. ووقفن في ميدان التحرير في 2011 وفي ميدان رابعة العدوية عام 2013 للاحتجاج في حشد سلمي على الانقلاب العسكري، واستشهدت منهن الكثيرات ضربا بالرصاص في أبشع مجزرة في تاريخ مصر الحديث”.
وأردفت: “لن ينسى الشعب المصري أسماء هؤلاء البطلات، وسيستمر في تكريمهن وفي المقاومة حتى إسقاط المنظومة الانقلابية والتمكن من القصاص العادل لهن ممن أجرم في حقهن”.
واستطردت “عزام” قائلة، بأن “أسماءهن ووجوههن قد حفرت في ذاكرة الأحرار وقلوبهم، ونحن نعاهدهن أننا لن نتراجع أو نكل في صراعنا مع دولة العسكر إكراما لهن”.
وأكملت “عزام”: “نحيي نساء مصر الحرّات المستمرات في الخروج في كل أسبوع ليسجلن رفضهن للديكتاتورية. إن ثباتهن لهو مشعل الأمل الذي ينير طريق الحرية لكل من يقاوم الظلم في كل مكان”.
وأضافت أن “هؤلاء النساء حُرمن من أبسط الحقوق الأساسية بما فيها حق زيارة أزواجهن وأولادهن في معتقلات العسكر الهمجية، بل ويُفرض عليهن الانتظار لأيام ويتعرضن للانتهاكات والإهانة من قبل ضباط وجنود السجون بصور تتجاوز كل الأعراف والقوانين الإنسانية”.
وشدّدت على أن “نساء مصر اكتسبن مكانتهن في الصراع من أجل الحرية، وسيواصلن دورهن الريادي في مقاومة الظلم والفاشية، وهُن اللاتي سيرفضن أي مساومة مع الديكتاتورية، وهُن اللاتي سيعلن أنه من أجل جميع من استشهد فلا بد أن يكون لمصر مستقبل أفضل لأولادها وبناتها”.
وتابعت بأن “المجلس الثوري يتطلع إلى النساء في كل أنحاء العالم في هذا اليوم، يوم المرأة العالمي، ويدعوهن لنصرة نساء مصر ضد الديكتاتورية العسكرية، ويطالبهن برفع أصواتهن ضد مساندة حكوماتهن للجنرال السيسي سواء في الولايات المتحدة أم الدول الأوروبية”.
وتابعت: “إن الحكومات الغربية متواطئة في دعم المنظومة العسكرية في مصر التي تنتهك حقوق النساء وتدلس أمام العالم بالقول إن الوضع في تحسن مستمر، بينما الحقيقة أن 40% من النساء والرجال في مصر يعيشون تحت خط الفقر”.
وأكدت أن “مشهد بضعة نساء في مراكز رسمية في حكومة فاشية ليس دلالة على أي تقدم، إنما هو تجميل لنخبة فاسدة، ولا يعكس أبدا حقيقة الملايين الذين يعانون يوميا ولا يجدون أي إنصاف أو عدالة للقصاص للجرائم التي ارتكبت بحقهن في ظل ظلم الديكتاتورية المظلم”.
وقالت: “دعونا في هذا اليوم العالمي للمرأة نسعى سويا لتحقيق العدالة لنساء مصر من المنظومة العسكرية التي تضطهدهن وتضطهد كل مواطني مصر، وننادي بحق المصريين في استعادة ديمقراطيتهم المسلوبة”.
واختتمت “عزام” بقولها: “نتوجه بالدعاء لله -سبحانه وتعالى- أن يتقبل هؤلاء الشهيدات المناضلات، ونتوجه لأهليهن وذويهن بالتحية، ونتعهد لهم بأن المجلس الثوري لن يتراجع عن استكمال ثورة الشعب واسترداد كافة الحقوق المغتصبة والقصاص العادل ممن قتل وظلم واغتصب وتجبر”.
واليوم الدولي للمرأة أو اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يحدث في اليوم الثامن من شهر آذار/ مارس من كل عام، وتكون ركيزة الاحتفالات للدلالة على الاحترام العام، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وفي بعض الدول، كالصين وروسيا وكوبا، تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم.
الاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، والذي عُقد في باريس عام 1945. ومن المعروف أن اتحاد النساء الديمقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي، رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة.
في سياق آخر، أكد المجلس الثوري أن ما حدث، أمس الثلاثاء، من تقليل لحجم دعم المقررات التموينية من الخبز ما هي إلا “خطوة علي طريق الخيانة الكبرى التي يمارسها العسكر كما يتنفسون، ورغبتهم المحمومة في إذلال كل الشعب بعد أن حاصروا كتلته الفاعلة الثائرة بين السجون والمعتقلات والتشريد، والتي كانت تحميه وتتقدم صفوف النضال”.
وقال إن “من يحكم مصر الآن مجموعة من الخونة واللصوص يقتلون الشعب ويسرقون ثرواته ويفرطون فى مقدراته، ولن تتحرر مصر من الفقر المدقع الذي يصنعه العسكر إلا بثورة الشعب المصري الشاملة في كل شوارع مصر حتى يسترد الشعب حقوقه المسلوبة”.
وأضاف أن “المجلس إذ يحيي كل حراك شعبي ويثمن أي إجراء من مظاهر العصيان المدني في أي قطاع مجتمعي، فهو يؤكد أن كل الشعب المصري عليه أن يتكاتف من أجل إنقاذ مصر من العسكر ويستمر في طريق النضال حتى النصر الشامل والتحرير الكامل”.