أثار فيديو قتل المصريين في ليبيا الذى نُسب الى ما يسمى بداعش , اثار مشاعر الكثير كما كان لتأثير فيديو اعدام الطيار الكساسبة حرقاً الاسبوع الماضى وما اثاره من ضجة. تلك الجماعة التى تسمى نفسها دولة ما هى الا جماعة مُجرمة لاتمت للاسلام ولا المسلمين بصلة و هى التى ولدت من رحم مشبوه لا اصل ولا فكر و لا دين له. تلك الجماعة التى تدعى انها تدافع عن الاسلام و المسلمين وهى ابعد ما تكون عنهم لم تبرح جرائمها صدارة الاخبار طوال الشهريين الماضيين وكأنها ومن يديرها يريد ان يدفع منطقة الشرق الاوسط و العالم الى حرب ضورس فقط ضد الاسلام و المسلمين الذين يقتلون كل يوم على هذا الكوكب بإجرام لم يشهده التاريخ من قبل.
بغض النظر عن كون هذا الفيديو الذى بثته داعش حقيقى او تمثيلى بإستخدام الخدع البصرية فإنه لدى بعض الملاحظات على التصوير و الاخراج و الاداء.
1) فى او كلمة قالها هذا المجرم قائد المجموعة في الفيديو هى “الصلاة و السلام على من بُعث بالسيف رحمة للعالمين ” وهذا لا يوجد فى اى كتاب او دعاء لدى المسلمين. بل إننا كمسلمين نقول “الصلاة و السلام على من بعث بالقرآن رحمة للعالمين” . وهذا القاتل هنا يريد ان يؤكد ان الاسلام جاء و انتشر بالسيف وهو ما يريد ان يؤكد عليه كل اعداء الاسلام بينما ينكره و يرفضه كل المسلمين.
2) واضح من مخارج الافاظ و الحروف التى تحدث بها قائد المجموعة المجرم ان لغة الاصلية هى العربية و يلاحظ هذا من كلمات “الشام – ليبيا – اسامة بن لادن – روما ” و لكنة يتحدث الانجليزية بطلاقه و بلكنه تميل الى الامريكية.
3) كلمة ليبيا التى قالها ليست باللهجة الليبية فأنا أعرف اصدقاء ليبيين من كل مكان في ليبيا لا يقولون ليبيا بهذه الصورة .كلمة ليبيا هذه بلهجه مصرية بحتة وهو ما يشكك فى ان هؤلاء القتلة هم مصريين اصلا و يعملون لصالح وتحت اوامر من السيسى وحفتر و هذه تمثيلية بتواطئ منهم جميعا و ربما تكون اصلا الكنيسة شريكة فى هذا لأن ثمار التدخل الأوروبي في ليبيا كبيرة بالنسبة لها !
4) هناك لا يقل عن 4 كاميرات تقوم بالتصوير من زوايا مختلفة و بعضها مميكن او معلق بالاضافة الى مهارات الاخراج فى لحظات الافتتاح و الانهاء. هذا فضلا عن اسلوب الترجمة و دقته الذى يدل على احترافية عالية تذكرني بإخراج خالد يوسف وتلاميذه لسهرة 30 يونيو .مما يؤكد ان الفيديو موجه للشعوب وحكومات الغرب اكثر منه للشعوب او الحكومات العربية.
5) من المعروف انه و ان كان هؤلاء يتبعون أى تنظيم متطرف حقيقي إنهم يكونوا زاهدين في الحياة ومُتعها ولكن كيف لمن يزهد في الحياة يتمتع بها اكلاً و لبساً وهو ما يطرح بظلاله على حقيقة هؤلاء المجرمين هل تابعين لأى تنظيم اصلاً ام انهم يعملون لحساب السيسى و حفتر و اتباعة وما يؤكد هذه النظرية الساعة الفخمة و الحديثة التي كان يرتديها المتحدث القاتل . ثم ما هى حقيقة تلك الاجسام الضخمة الممشوقة الرياضية لأُناسٍ المفروض انهم يعيشون فى الصحراء و يأكلون الكفاف و للمقارنة قارن بين ثوار ليبيا وأجسامهم و قوتهم وهؤلاء القتلة التى لهم اجسام كالثيران بالاضافة الى تناسق اطوالهم. كل هذه الشكوك تشير بأصابعها على أصل هؤلاء هل هم من الجيش المصرى من القوات الخاصة او 777 او ما شابه ام قوات خاصة من دول اخرى ؟! وهو ما يدفعنا الى تدقيق النظر فى اللكنه الانجليزية و اللهجه العربية الذى يتحدث بها .
6) التأكيد على كون القَتلة مصريين هو ذكر كاميليا ؟؟! وهى كامليا شحاتة التي أسلمت ثم ارتدت ثم اختفت منذ اكثر من 4 سنوات .. و كأنه لم يقتل من المصريين المسلمين الالاف و تغتصب المئات من البنات و الحرائر وهذا يؤكد جهل و سطحية المخرج او كاتب الاسكربت التى كشفه مثل هذا الخطأ.و السؤال هنا لماذا يذكر كاميليا شحاته لشعوب غربية لا تعرفها و ان كان يريد ان يوجههاا لشعوب تعرفها ” المصريين “اذاً لماذا تحدث بالإنجليزية وهو يجيد العربية!؟
7)ثم ما هذا الاستسلام الغريب الذى تحلى به “المغدور بهم!” فبعضهم كان حانياً ظهرة و الغالبية كان ظهرة ممشوقا و كأنه ينتظر هدية في مهرجان!. ثم ما هذه السكينة و الهدوء التى اكتست بها وجوههم و الاطمئنان في معظم عيونهم. ثم ما هذه الطاعة بدون مقاومة عندما ضَغط عليهم القتلة من الخلف بركبهم تلاحظ ان “المغدور بهم!” انخفضوا مودعين اخر لحظات في الحياة وكأنهم يؤدون دورا تمثيلياً متقننا فلم لم ينطق اى منهم بكلمات او صلوات او تصليب حتى برأسة غير واحد فقط كان يتمتم!.
7) وهناك شك اخر من قال ان هؤلاء مسيحيين اصلا هل تحدث احد منهم و ان اهالى هؤلاء حتى ولو كانوا مسيحيين يلقى بظلاله على تورط الكنيسة في تلك التمثيلية الكبيرة التى لن يصدقها احد الا بوجود الجثامين. ان ظهور “احد المغدور” بهم ببشرته السمراء القاتمة و انفه الافريقي يلقى ايضا بظلال الشكوك اكثر فمن يعرف نصارى مصر يعرف ان العِرق الرمانى اليوناني طاغياً على معظمهم اما العرق الافريقى فغير موجود بينهم مطلقاً. وان كان هذا الفيديو لداعش حقا , و انا هنا لست مدافعا عن داعش, اذا لماذا لم يقتلوا مسيحيو العراق و اكتفوا بتهجيرهم بعضهم!؟
8) و ان كان قد حدث بالفعل قتل لنصارى مصريين في ليبيا فأنه لا يستطيع احد ان ينكر شبهة تورط تاوادروس و الكنيسة في هذه كبيرة لان حياته هو الاخر مرهونة باستمرار الانقلاب. بوصفه شارك في الانقلاب و و خيانة الرئيس المنتخب الكنيسة لديها استعداد على ان تضحى بعدد من الاقباط ,الفقراء والغلابة الذى يعرفهم جيدا كل ريفى, في سبيل بلوغ اهدافها و إنشاء دولتها المزعومة وقد فعلت هذا سلفاً في كل من ماسبيرو و إمبابة و غيرها هذا لاستجلاب العطف العالمي و التدخل الدولي .
9) واخيرا إن توجه قائد المجموعة و الاشارة ناحية البحر بالخنجر و وهو يقول “روما” كما وعد الرسول “ص”. اولا الرسول لم يعد بروما ولكنه وعد بالقسطنطينة وهو ما حققه محمد الفاتح . وهو ما يدلل ,على جهل و سطحية السينارست . هذا الكلام هدفه هو استدعاء للغرب للتدخل فى ليبيا. قد ردت ايطاليا سريعا بالاستعداد لضخ 5000 جندي في ليبيا و اعلن السيسى انه يقود تحالفا دوليا لمحاربة الارهاب على حد قوله وعلينا ان نعود لكلمات السيسى في كل من ايطاليا و فرنسا منذ شهور قليلة وعندها تحدث صراحة عن الارهاب في ليبيا على حد قوله وعن اجتثاث مفهوم الجهاد من الاسلام و علينا ان نربط هذا بما قاله اليوم ودعوته للعالم في ان مصر تقود تحالفاً دولياً لإنقاذ العالم من الارهاب. ثم تأكيده على ذهاب وزير خارجية الى الامم المتحدة لخلق تحالفا دولياً لمحاربة ما يسميه بالإرهاب و في الواقع ان السيسي هو من صانع الارهاب الاول بال انه يريد ان يدفع المنطقة و العالم كله مواجهة ضد الاسلام و المسلمين للحفاظ على استمراره و حياته و تنفيذا للأجندة القذرة التي جاء بها و بشر بها من اول يوم حينما قال الارهاب المحتمل. 
الخلاصة . ان هذا الفيديو يكد ان داعش ما هي الا كياناً وهمياً من صنيعة و ادارة مخابرات دولية تستجلب الشباب المسلم من كل مكان لكى يقاتل عدو مجهول لصلح جهات انظمة ودول معلومة . ان احتمالية تورط مخابرات الانقلاب في مصر بالإضافة الى المخابرات الليبية التابعة لحفتر بالاشتراك مع مخابرات دولاً اخرى في انتاج و اخراج مثل هذا الفيديو لا يمكن اهمالها و الهدف هو خلق حالة حرب طويلة و “مقدسة” على حد قول السيسي سلفاً فى المنطقة تضمن للانقلاب الاستمرار و تدفق الاموال و دعم الغرب لوجوده و خلق عداوات وهمية لصناعة بطولات كاذبة للسيسي و نظامه. تنفذ الاجندة المرادة بتفتيت المنطقة . وإن التدخل الأجنبي في ليبيا سوف يؤمن للانقلاب دعم دولي و مادى بعد الضربات المتلاحقة الذى اخذها الانقلاب في الاشهر السابقة.
إن دخول الجيش المصري في ليبيا للحرب البرية بالإنابة لهو احد اهم اهداف السيسي من هدم و تفتيت الجيش المصري و إنهاكه في حرب في ارض غريبة و ضد جيش غير نظامي هو اقرب الى حرب العصابات و جميعنا يعلم ما من جيش نظامي يدخل في حرب عصابات ولا عاد يجر اسباب الهزيمة ولكم في و اليمن فيتنام كل العبر