مرت عشر سنوات على يوم العار الأكبر الذي وصم جبين النظام عسكري المصري ذلك النظام الذي خان ضميره و خان الشعب وخان الوطن . ففي الرابع عشر من أغسطس٢٠١٣ سالت دماء آلاف المصريين الابرياء في الشوارع برصاص قوات عسكرية خانت مصر و شعبها تحت سمع وبصر العالم على الهواء مباشرة.
لقد كانت مجزرة ميداني رابعة العدوية و النهضة و ما تلاهم من مجازر للابرياء من شباب مصر حدثاً فارقاً في إدراك الشعب المصري لطبيعة المنظومة العسكرية، لقد كان السلاح موجها لارادة كل شعب مصر وأطلقت بنادق النظام العسكري رصاصات الغدر على كل صدور الشعب المصري وتلقاها كل من كان يدافع عن حرية و كرامة مصر وشعبها ضد القمع و الاستبداد والفقر وسرقة البلاد.
ولقد أظهرت السنوات العشر الماضية فداحة نتائج هذا الانقلاب كما اظهرت مجازر العسكر ضد الشعب المصري الاعزل أن كل قدم سارت في شوارع مصر تقاوم و تناهض الانقلاب العسكري من اجل استرداد الديمقراطية كانت تمثل كل طوائف هذا الشعب العظيم من رجال مصر الشرفاء و المخلصين.
إن الملايين الذين جابوا شوارع مصر وتصدوا لرصاصات الغدر من أعداء الحرية والوطن من العسكر و الأمن، هذه الملايين لم يكونوا من تيار واحد كما يحاول النظام العسكري الترويج لذلك بل ان تلك الملايين كانت من كل الطوائف التي تمثل ضمير مصر وروحها وأملها الذي سيأتي يوما ما ويحرر هذه الأرض الطيبة والشعب الأصيل من براثن هذا النظام.
و إذ يتقدم المجلس الثوري المصري في هذه الذكرى الأليمة بالعزاء لإهالى الشهداء وللشعب المصري كافة الأحرار في هذا العالم في ضحايا مجازر المنظومة العسكرية وعلى رأسها مجزرة رابعة العدوية، فإنه يتقدم بالتحية لآلاف الأحرار الأبرياء المغيبين خلف أسوار الظلم ولأسرهم و زويهم ولكل المغتربين و المهجرين و المطاردين و المصابين دفاعا عن الحق والوطن. ونؤكد أن العدالة التي ننتظرها و التي لن نتوانى في السعي جاهدين نحو تحقيقها مرتبطة بتحرير مصر من براثن نظام هو أسوأ ممن أنجبت البلاد على مر تاريخها.
كما ونؤكد أننا لم ولن ننسي الشهداء فتحية لكل من جاد بروحه في سبيل حرية و كرامة مصر و تحية لكل ارواح شهداء جرائم العسكر و في مقدمتهم
الرئيس الشهيد محمد مرسي الذي وهب روحة فداءاً لشرعية اختيارات الشعب المصري و حفاظاً على مكتسبات ثورة ٢٥ يناير و سعى جاهداً لحقن دماء المصريين.
إن المجلس الثوري المصري يؤكد لكل شعب مصر اننا سنظل على العهد و سنستمر في الصمود والنضال والأمل حتي تتحقق العدالة بالقصاص العادل من كل من ارتكب تلك المجازر او تجاوز في حقوق المصريين بالقهر و التنكيل ومن كل من انقلب وظلم وأفسد في وطننا الحبيب لان تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم
سنظل في صمودنا و نضالنا حتي يتحرر المغيبون في معتقلات الاسر من قيودهم ويعود المغتربون لوطنهم. سنبقى علي أمل في يوم قريب يتخلص فيه الوطن من نظام انقلاب العسكر وتعود فيه للوطن حريته وكرامته و امنه و استقراره.
المجلس الثوري المصري
12 أغسطس 2023