ما سر اختفاء المعارضة من المشهد السياسي بمصر في 2021؟
د عمرو_عادل
رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري الدكتور عمرو عادل، سجل اعتراضه على جملة “الموت الكامل للمعارضة خلال 2021″، مؤكدا في حديثه لـ”عربي21″، أن “اختفاء أو انزواء طرف من أطراف الصراع لا يعني انتهاء حالة النضال، بل يعني أن المجال العام أصبح مهيأ لظهور قوى جديدة”.
السياسي المصري المعارض من الخارج، قال إن “هذا بحكم التاريخ الحتمي وكذلك السنن الكونية المستخلصة من دراسة الصراع بعمق التاريخ وعرض الجغرافيا”.
وأضاف أن “القضايا الكبرى لا تموت بل يتتابع حاملوا الشعلة، والمظاهر التي تبدو كارثية ربما تكون المجال المناسب لظهور قوى جديدة قادرة على استكمال الصراع سواء كانت إسلامية أو يسارية أو غير مؤدلجة “.
وتابع: “الأمر الثاني، هو اعتبار عام واحد في تاريخ الصراع (2021) كافيا للحكم على انتهائه، وهذا غير متوافق مع عمق المعركة وشدتها، فالصراعات الكبرى لا يمكن الحكم عليها وعلى نتيجتها من عام واحد”.
وأقر عادل، بأن “هناك خللا كبيرا بالتأكيد في رؤية بعض القوى الحالية لطبيعة الصراع وأدواته، وأيضا في قدرتها على التعامل مع المتغيرات سواء فيما بينها أو مع الآخر، إلا أن ما يحدث جزء من الصراع الكبير ويبدو طبيعيا بعد أحداث السنوات العشر السابقة”.
ويعتقد أن “النظام المصري العسكري لا يملك غير عدة أدوات هو مستمر فيها بمنتهى العنف وهي الإفقار والإذلال والترويع باستخدام النظام الأمني والقوة الباطشة”.
وأكد أن “هذه الأدوات قد تكون مناسبة على المدى القصير والمتوسط في قمع الآخر ولكنها على المدى الطويل مدمرة للنظام نفسه كما أنها ذكرت بالحكم الحتمي للتاريخ”.
وأضاف: “ولم تمارس غالب قوى المعارضة فعلا ثوريا حقيقيا على مدى السنوات العشر السابقة حتى يقال إن عام 2021 اختفت الثورة منه، فالثورات الحقيقية لا تتحرك من وسائل الإعلام ولكن تبدأ في الشارع بوسائل متعددة”.
ويرى أن “كل المقدمات سواء السيطرة المطلقة من النظام أو ضعف غالب القوى المشاركة في الصراع الآن تبدو سلبية للغاية، ولكن لا بد أن نتأكد أن الصراع لم ينته بعد، ربما تتغير القوى الفاعلة ولكنه لن ينتهي”.
وختم بالقول: “فالتاريخ مليء بحالات مشابهة وتغيرت الأمور في سنوات قليلة بفعل قوى جديدة تملأ الفراغ الذي أنتجه النظام العسكري”.
.