يوافق السبت ١٤ أغسطس الحالي الذكرى السنوية الثامنة لمذبحة “رابعة” التي توقّف تاريخ مصر عند حدوثها وأصبحت هي الفيصل بين الحق والباطل وبين تقرير المصير ومقاومة العبودية وبين الاستكانة للظلم والاستبداد وأظهرت للعالم معدن الإنسان المصري المحب لوطنه وللحرية وبين دعاة الفرقة وخائني الأوطان سفاكي الدماء البريئة.
“رابعة” تلك المذبحة التي ارتكبها السفاح الخائن عبد الفتاح السيسي وزمرته المجرمة الشريرة مستخدما مدرعات وجرافات وحوامات جيش مصر ضد أبناء الشعب المصري العزّل المصلين الصائمين، الذين تجمعوا سلميا احتجاجا ضدّ السطو على مكتسباتهم الثورية والتي شهِدَ لها العالم في انتخابات حرّة نقيّة ومتتابعة.
ورغم مناداة الأمم المتحدة والجهات الحقوقية المحلية والعالمية بالتحقيق في أحداثها وتقديم المتسببين فيها والمسئولين عنها للقضاء إلا أن السيسي وعصابته ضربوا بذلك عرض الحائط ولم يُقدم مجرم واحد منهم للتحقيق بل حكموا على الكثير من الضحايا بالإعدام والسجن المؤبد والأشغال الشاقة.
إن ما لا يمكن للشعب المصري فهمه سوى أنه يلف في دوائر النفاق والانتهازية هو موقف ما يسمى بالدول الديموقراطية وهي أبعد ما تكون عن العمل لمبادئها في مجال الحرية واستنكار الطغيان، فمصر مكوّن هام من المجتمع الدولي إلا أن تلك الدول لم تمدّ يد العون لشعبها ووجدت الكيان المصري الانقلابي فاقدا للشرعية وراغبا في الحصول على اعترافات كاذبة زائفة وساعيا للتفريط في ثروات ومقدرات الوطن المصري فأقدمت عليه تسانده وتؤيده على خلاف أبسط قواعد حقوق الإنسان وتضع أياديها في يديه الملطخة بدماء الأبرياء من شعبه ضاربة بمبادئها عرض الحائط مقابل مكاسب زائلة ومنافع بائرة.
إن القصاص وعودة الحقوق لأصحابها جزء من شريعة السماء وركن من قوانين الأرض ولن يهدأ للمصريين بال أو يغمض لأسر الضحايا جفن أو يستقر السّلم الإجتماعي أو يحدث التقدم والنماء إلا بتحقيق العدل وتطبيق المساواة ونؤكد لشعبنا العظيم أن القصاص العادل من كل من سوّلت له نفسه المشاركة في الإجرام والنهب وتأييد العنف بالقول أو بالعمل سيدفع ثمن عدوانه على المسالمين من شعبنا البريء ..
سلام على شهداء رابعة وضحاياها في الأولين ..
وسلام على شهداء رابعة وضحاياها في الآخرين ..
سلام عليهم كل آنٍ وحين ..