لم تتوقف قوى الثورة المضادة بطرفيها منذ 25 يناير عن إعلان موقفها الحاسم من الشعب المصري، فقد أكدت في كل الأحداث أنها في معركة صفرية مع كل الشعب، وصنعت عدوا وهميا كان بمثابة حائط الصد للشعب-ألا وهي القوى المنتمية للشعب والمدافعة عنه-.
وفي هذه المعركة الصفرية تستخدم كل وسائلها المباشرة المتمثلة في كل أدوات القوة والسلطة وكذلك وسائلها غير المباشرة من الخونة المنتشرين في وسائل الإعلام لتغيير وجهة المعركة الكبرى التي يخوضها كل الشعب وتحويلها إلى معركة إجرائية ليس لها من الحق شيئا.
والاغتيالات الأخيرة سواء في الشوارع أو باستخدام سلطة القانون بواسطة أحكام الإعدام هو تأكيد لصفرية المعركة بين الشعب وبين الطبقة الحاكمة ممثلة في مركزها الخشن المسمى بالقوات المسلحة.
إن حادثة الإعدام الأخيرة صباح اليوم هي ضربة عنيفة لكل أصحاب المسار الإجرائي المهترئ الذي أضعنا فيه سنوات ما بعد الانقلاب حتى اليوم، وقد أكدت الثورة المضادة أن كل هذا عبث لا طائل منه.
إن المجلس الثوري المصري يكرر منذ سنوات ضرورة البدء في تمهيد الأرض للمقاومة الشعبية الشاملة بما يتماشى مع الأعراف والتجارب الثورة التحريرية والتي تتطلب الإعداد للسيطرة على الأرض والمؤسسات وتحييد القوة المسلحة التي تمتلكها الثورة المضادة، ويطرح المجلس الثوري العديد من الإجراءات والمسارات في هذا التوجه الاستراتيجي.
ويدعو المجلس الثوري المصري الجميع لتبني هذا النهج والتوقف عن استمرار العبث بالشعب والثورة وتاريخ مصر بالتمسك بالمسار الانتخابي كحل وحيد نهائي لمأساة شعب مصر، كما يدعو جماهير الشعب المصري الحر إلى التوقف عن السير في هذا المسار الخادع والبدء في تغيير التوجه الاستراتيجي للثورة إلى المقاومة الشعبية الشاملة.
ويتوجه المجلس الثوري بتهنئته لأهالي شهداء مصر ويؤكد أن الشعب المصري الحر لن ينسى هؤلاء الشهداء وسيأتي اليوم الذي ترتفع فيه أسماءهم في سماء مصر الحرة التي يحكهما أبناءها عندما يسحقون قوى الاستبداد والظلم بكل أذرعها وخونتها.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
عاش شعب مصر الحر