أكد المجلس الثوري المصري أن سلطة الانقلاب العسكري في مصر هي المسؤولة عن تهريب الآثار، محملا إياها المسؤولية الكاملة عن تخريب أو هدم أو تهريب الآثار مستقبلا، مشدّدا على أن الشعب سيحاسبهم على التفريط في تاريخ الوطن.
وناشد، في بيان له، الثلاثاء، وصل “عربي21” نسخة منه، منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) بالقيام بدورها في الحفاظ على الموروث الحضاري للإنسانية؛ بتحميل سلطات الانقلاب في مصر مسؤولية الحفاظ على سلامة كافة القطع والمواقع الأثرية، باعتبارها تراثا إنسانيا أصيلا لا يجوز التفريط به.
وقال: “لم يكتف قادة الانقلاب من خونة العسكر وتابعيهم من السير قدما في طريق الهدم الممنهج لحاضر ومستقبل الشعب وللدولة المصرية، بقتل الآلاف من الشباب، واعتقال عشرات الآلاف من الرجال والنساء، وتدمير الاقتصاد، والتفريط في أمن مصر القومي ومقدرات الشعب المصري، ولكن امتد فساد تلك المنظومة لينقض على تاريخ الشعب المصري وموروثه الثقافي والحضاري”.
وأشار المجلس الثوري إلى أن “ما أعلنته السلطات الإيطالية عن ضبط أكثر من 23 ألف قطعة أثرية لا تقدر بثمن في حاويات قادمة من مصر، وتحمل الصفة الدبلوماسية، لم تكن هذه صفقة التهريب الأولى، فقد سبقها ظهور الآلاف من القطع الأثرية المصرية في متحف اللوفر بأبوظبي، وكذلك ضبط قطع أثرية أخرى في مطار الكويت، وما تم تهريبه دون اكتشافه هو بالقطع أكبر وأعظم”.
وأضاف أن “عمليات التهريب الإجرامية ازدادت وتيرتها منذ أن ولّى قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي نفسه رئيسا للمجلس الأعلى للآثار، وما عرف بعدها برفع كاميرات المراقبة من داخل المخازن، وهو الإجراء الذي يسهل سرقة وتهريب تاريخ المصريين، هذا فضلا عن تفكيك المنابر الأثرية من المساجد وتشوينها في مخازن غير مؤمنة، ما سيؤدي لتلفها أو تهريبها إلى الخارج”.
وشدّد المجلس الثوري على أن “ما تفعله منظومة الانقلاب الفاسدة في مصر جريمة، ليست فقط في حق تاريخ الشعب المصري، بل أيضا في حق الموروث الحضاري والثقافي للإنسانية”.
ولفت إلى أن “هذه الجريمة الممنهجة ما هي إلا جزء من الجريمة الأكبر لمحو ذاكرة أقدم شعوب المنطقة حضارة وتاريخا، والتي شملت كلا من العراق وسوريا واليمن؛ لكي تختفي في غضون سنوات قليلة أقدم حضارات عرفتها البشرية، ما يخدم وبلا أدنى شك الأجندة الصهيونية في المنطقة في محو ذاكرة الشعوب”.
ودعا المجلس الثوري كافة أبناء الشعب المصري إلى التحرك بكل الصور لحماية ممتلكاته، وفي مقدمتها موروثه الحضاري وتراثه الإنساني بكل الصور