#مقال د/عمرو عادل … كيف تقتل طفلا في سيناء

19_06_17_12_53_29_09_16_11_04_2
بيان المجلس الثورى 10/5/2018
مايو 10, 2018
رئيس المكتب السياسي في المجلس الثوري المصري
قواعد اللعبة الجديدة
مايو 15, 2018

#مقال د/عمرو عادل … كيف تقتل طفلا في سيناء

رئيس المكتب السياسي في المجلس الثوري المصري

رئيس المكتب السياسي في المجلس الثوري المصري

بالتأكيد يمكنك قتل طفل في أي مكان في العالم، ويمكنك أن تستغل الفقر المدقع للبشر وتشتري أطفالهم أو جزءا منه كقطع غيار. هذه ليست نكتة، ولكنها حقيقة تملأ مصر وغيرها، فأطفالنا يباعون قطعة واحدة أو أجزاء حسب حاجة السوق، إلا أن قتل الطفل السيناوي يحتاج إلى أمور مختلفة؛ حيث يرتبط بسعادة ومتعة تبدو مختلفة وقد سمعناها في أصوات القاتلين. فأحدهم، لسبب ما، قرر أن يكذب عليه كما تفعل الأم مع ابنها لتهدئه، وقبل أن يطلق الرصاص على رأسه، قال له سيأتي أبوك ليأخذك من هنا “ما تخافش”. قد يقول البعض إنها محاولة لتهدئة روع الطفل في لحظاته الأخيرة، فقلب الجندي لم يحتمل أن يفزعه قبل أن يقتله بالرصاص، ربما، فقد أصبحت الخيانة وجهة نظر، فمن الجائز إذن أن تكون الجملة السابقة صحيحة؛ لا مشكلة.

وهناك مقدمات لا بد أن تكون موجودة، ومجال عام انتهت صناعته حتى تستمتع بقتل طفل سيناء، وهي قواعد عامة إذا لم تكتمل فربما تصل لمستوى أقل من الجودة، كأطفال سوريا الذين قتلوا بالغازات السامة أو أطفال العراق باليورانيوم المشع. ففي تلك الحالات لا تصل درجة المتعة لحالة الطفل السيناوي، فالقتل المباشر والقتيل أمامك يمتلئ رعبا تجعل القاتل السادي أكثر استمتاعا، ربما تقترب حالة متعة الجنود في “جيش الاحتلال بالوكالة” المصري أثناء قتل الطفل من حالة الجنود الصرب وهم يمثلون بجثث أهل البوسنة في حربهم بداية التسعينيات، على أية حال متعة القتل التي تصيب جنود “جيش الاحتلال بالوكالة” ليست من فراغ، ففي بعض الحالات يفكر الجندي في جيش الاحتلال ألف مرة قبل أن يطلق رصاصته على أحد من السكان، إلا أنه في حالة سيناء خاصة ومصر عموما لا يفكر أحد من “جيش الاحتلال بالوكالة” قبل إطلاق الرصاص.

ولكي تقتل مثلما يقتل “جيش الاحتلال بالوكالة” المصريين كقتل أهل سيناء، فلا بد من الآتي:

1- اصنع انتصارات وهمية وصورا زائفة، لا يهم التاريخ ولا الحقائق ولا حتى النتائج التي نعيشها، المهم أن نكون منتصرين دائما، ولتسقط الحقيقة وكل الشعب، المهم الصنم المصنوع يبقى شامخا غير قابل للنقد ولا التوبيخ ولا حتى الخطأ، فتعريف الخطأ والصواب منه هو، وهو فقط.

2- اصنع كتلا متعددة مختلفة في توجهاتها الفكرية والسياسية، ولكنها كلها تمجد مؤسسة الاحتلال حتى لو كانت تلك المؤسسة تقتل أبناءنا. ومع اختلاف تلك الكتل وحتى صدامها، إلا أنها جميعها تتفق حولك بأنك عمود الدولة ودرعها. فهذا الكلام يقال في القاهرة وإسطنبول ولندن وباريس وكل مكان، كلهم مختلفون ويكادون يلعنون بعضهم، إلا أنهم جميعا متفقون على أن قدس الأقداس لا يمس بكلمة.

3- إذا فشلت في الأولى فعليك بالثانية ثم بالثالثة. الجملة المبهرة الساذجة: “الجيش المصري بتعنا والسيسي مش تبعنا”، فهي إنقاذ لـ”جيش الاحتلال بالوكالة” من كل ما ينسب إليه، وتصبح المشكلة في شخص يمكن التعامل معه بأي شكل، سواء بتجاوزه أو حتى مفاوضته وحواره لحماية “الدولة من الانهيار”، إلا أن الجملة التي تصف ذلك بدقة أن ذلك يعتبر حماية لـ”جيش الاحتلال بالوكالة” ومنع مصر من احتمال للتحرر.

4- عندما يقتل أولادك على يد “جيش الاحتلال بالوكالة”، استمر في اتهام السيسي “اللي مش تبعنا” وابتعد عن القاتل الحقيقي، فالقاتل الحقيقي لا توجد حماية له وربما تعرفه بالاسم، ولكن حتى يأمن الجميع ويستمرون في القتل بلا رحمة وحتى لا يقلل معدل استمتاعهم بالقتل؛ فعليك ألا تذكر اسمه قط، فقط السيسي “اللي مش تبعنا” الذي لا يعرف أحد مكانه.

5- اتهم كل من يصف الجيش المصري بجيش احتلال بالعمالة والخيانة والجنون والتطرف والتدعشن، وكل ما تراه من الموبقات، وذكرهم بكل انتصاراته وبطولاته الزائفة، وخاصة ما يدعونه انتصار أكتوبر، واجمع حولك الجميع من مصر وخارجها.. لا يهم ماذا يعتقدون، المهم أنهم يفعلون كل ما سبق.

6- أطلق رصاص “جيش الاحتلال بالوكالة” بلا رحمة على أي أحد في أي مكان، ما دمت جنديا في “جيش الاحتلال بالوكالة”.

7- اصنع ماكينة إنتاج المجرمين، والتي نسميها اصطلاحا التجنيد الإجباري والكليات العسكرية، والتي صممت لصناعة مجموعات من القتلة وليست لصناعة مقاتلين.

نلاحظ أن خمس نقاط من السبع السابقة لا يصنعها النظام، وإنما يصنعها جزء لا يستهان به ممن حولنا. لقد اتفقوا – لسبب مجهول حتى الآن ربما لن يطول بقاءه سرا – على إبقاء “جيش الاحتلال بالوكالة” في مكان ما لا يمس ولا يجب إهانته أو تشويهه، والحقيقة أن التعاون مع جيوش الاحتلال من جزء من الشعب حالة تاريخية متكررة، وما يحدث الآن تكرر ربما مئات المرات.. مجموعات تتعاون مع “جيش الاحتلال بالوكالة” ضد الشعب، وتتهم كل من يحاول تحرير بلاده بالعمالة والخيانة والتطرف. حدث ذلك في الغزو الفرنسي، وحدث مع عرابي في الغزو الإنجليزي، وحدث مع الثوار الآن وسابقا في الاحتلال الذي يمارسه الجيش على مصر وشعبها وأرضها. وينبغي التأكيد على أن كل من يتبنى واحدة من النقاط السابقة يتحمل بشكل ما جزءا من صناعة المتعة لجنود “جيش الاحتلال بالوكالة” القتلة أثناء القتل، ويتحمل أكثرهم المسؤولية السياسية، وربما بعضهم الجنائية، عن استمرار عملية القتل من “جيش الاحتلال بالوكالة”.

نعود للقتل؛ فقد أصبح قتل أي شخص من الشعب المصري لا يحتاج أكثر من عدة جنود وبندقية وعدة رصاصات، وربما كاميرا للتسجيل لإعادة مشاهدة عملية القتل. فنحن نعلم أن المشاعر يمكن استرجاعها بإعادة رؤية المشهد أو الصورة. فهي لا تعود فقط بألوانها وشكلها، ولكنها تحمل معها كل المشاعر المرتبطة بالحدث. وإذا كان الحدث قد تحول إلى شيء ممتع لأصحابه، فلا بأس من تصويره لإعادة مشاهدته لاحقا.

وليس من المتوقع مع بقاء الإجراءات السبع السابقة أن يتغير المشهد أو يقل الاستمتاع بالقتل من جنود “جيش الاحتلال بالوكالة”، حتى لو تحاورت مع كبيرهم الشيطان. فالشيطان يعلم ماذا يفعل منذ يومه الأول، وفرسان المعبد باقون خلف شيطانهم يستمتعون بقتلنا، وما أعلمه أن الشيطان لا يحاوره أحد، إنما يحرق فقط ، سنحمي أطفال سيناء ومصر إذا كسرنا النقاط السبع السابقة واحدة واحدة كدفاع سلبي، ثم بعد ذلك تحديد المسارات التي تجعل كل جندي من جنود “جيش الاحتلال بالوكالة” يفكر ألف مرة قبل أن يطلق رصاصة على فرد من شعب مصر.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *