أكد المجلس الثوري المصري أن الأنباء المتواترة عن وجود قوات روسية في المناطق الغربية لمصر تؤكد على ما وصلت إليه السلطة في مصر من مستويات غير مسبوقة في ما وصفته بالخيانة، وما وصلت إليه “كافة مؤسسات الدولة من ترهل؛ حيث أصبح وجود القوات الأجنبية في مصر لا يثير حفيظة أحد حتى بكلمات لحفظ ماء الوجه”.
وأضاف -في بيان له الثلاثاء- إن “الشعب المصري صاحب الأرض هو الموكل الأول بالدفاع عن أرض مصر، وقد أكدت كافة الأجهزة العسكرية والأمنية والقانونية اشتراكها في كافة الجرائم التي وقعت ضد مصر شعبا وأرضا”.
ودعا المجلس الثوري “كافة قوى الشعب المصري إلى الدفاع عن أرض مصر وكرامتها وثرواتها من العبث الذي تمارسه منظومة السلطة في مصر، المنتزعة عنوة بقوة السلاح، الذي أصبح في خدمة الجميع شرقا وغربا عدا صاحبه شعب مصر”.
واستطرد قائلا:” تؤكد تلك الأخبار أن مؤسسات السلطة في مصر أصبحت أقرب إلى مرتزقة لا تعبأ بأرض ولا شعب، وتستغل السلاح والقوة، لا لتدمير مصر فقط، ولكن لتسهيل التدخل الغربي بكافة أجنحته لتدمير دول عربية شقيقة”.
وأضاف: “إذ يحيي المجلس الثوري المصري كافة محاولات التحرر العربي، فإنه يؤكد على مساندته للشعب الليبي في حقه في الدفاع عن أرضه ضد كافة المعتدين ومن يساعدونهم، ويدعو شعب مصر إلى رفض هذا الوجود العسكري الأجنبي بكافة أشكاله”.
من جهتها، قالت رئيس المجلس الثوري المصري، مها عزام، عبر “تويتر”: “قوات روسية في قاعدة بغرب مصر، وقوات صهيونية تجول في سيناء، ومخابرات أمريكا في القاهرة.. إلى متى تتحمل مصر عبء عصابة مرتزقة تبيع الأرض والعرض”.
وذكر تقرير نشرته وكالة رويترز، نقلا عن مصادر مصرية وأمريكية ودبلوماسية، أن روسيا نشرت خلال الأيام القليلة الماضية وحدة قوات خاصة في قاعدة جوية في غرب مصر، قرب الحدود مع ليبيا.
وقالت المصادر إن نشر القوات الروسية يأتي في إطار دعم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، بعد الانتكاسة التي تعرضت لها قواته جراء مهاجمتها من قبل سرايا الدفاع عن بنغازي مطلع الشهر الجاري في المثلث النفطي الذي كان يخضع لسيطرته.
ولفت مسؤولون أمريكيون -رفضوا الإفصاح عن أسمائهم- إلى أن الولايات المتحدة رصدت “على ما يبدو قوات خاصة روسية وطائرات من دون طيار قرب منطقة سيدي براني على بعد 100 كم من الحدود المصرية مع ليبيا”.
ونقلت “رويترز” عن مصادر أمنية مصرية قولها إن القوات الموجودة في سيدي براني هي وحدة تابعة للعمليات الخاصة الروسية مكونة من 22 فردا، لكن المصادر رفضت الحديث عن طبيعة مهمتها.
وأشارت إلى أن القوات الروسية استخدمت قاعدة مصرية ثانية شرق سيدي براني بمرسى مطروح أوائل شباط/ فبراير.
وقالت المصادر المصرية إن طائرات عسكرية روسية حملت نحو ست وحدات عسكرية إلى مرسى مطروح، قبل أن تذهب إلى ليبيا بعد حوالي عشرة أيام.
فيما أكد مسؤول أمريكي ودبلوماسي غربي نشر قوات روسية بقاعدة عسكرية غربي مصر، وإلى الشرق من ليبيا؛ لدعم قوات “حفتر”، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول الأمريكي -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- أن الجيش الأمريكي يراقب الوضع عن كثب.
إلا أن مصادر مصرية وروسية نفت وجود قوات خاصة روسية في قاعدة سيدي براني، التي ذكرها تقرير “رويترز”.
ونفى المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، العقيد تامر الرفاعي، أي وجود لجنود أجانب على الأراضي المصرية.
وقال مصدر مصري، رفض ذكر اسمه، في تصريحات صحفية، إنه “لا يوجد عسكريون أجانب في القواعد العسكرية المصرية في المنطقة الغربية”.
وعلى الجانب الروسي، نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، ما جاء في التقرير، وقال إنه “لا توجد أي وحدات قوات خاصة روسية في سيدي براني”.
وفي سياق متصل، أوضح صحفيون محليون بمحافظة مرسى مطروح في غرب مصر، أن “نحو 20 فنيا روسيا تابعين لشركة روسية يعملون منذ فترة على تهيئة منطقة الضبعة”، التي تقع في نطاق المحافظة؛ لإقامة مفاعل نووي لتوليد الكهرباء.
إلى ذلك، نفى قائد قاعدة بنينا الجوية، القريبة من بنغازي، أن تكون قوات “حفتر” تلقت مساعدة عسكرية من روسيا أو حتى متعاقدين عسكريين روس.
وعلى مدار العامين الماضيين، أرسلت العديد من الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، قوات خاصة وخبراء عسكريين. كما قامت الولايات المتحدة بغارات جوية لدحر مقاتلي تنظيم الدولة في مدينة سرت.
وتخشى الولايات المتحدة من زيادة النفوذ الروسي في شمال أفريقيا، ومحاولة السيطرة على مصادر النفط. وقال القائد العسكري المكلف بمتابعة القوات في أفريقيا، الجنرال البحري توماس والدهوزر، أمام مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي، إن روسيا تحاول التدخل في ليبيا؛ لتقوية سطوتها على السلطة في البلاد.
وكانت الرئاسة المصرية نفت قبل أشهر إجراء اتفاق مع روسيا لتأجير قاعدة جوية غربي البلاد، بعد تقارير صحفية بذلك.