قمع واستبداد
وأضافت فورين أفيرز أنه بصرف النظر عن التساؤلات المتعلقة بأخلاقيات احتضان الولايات المتحدة للقائد الأكثر قمعا في تاريخ مصر الحديث، فإن السيسي أيضا لا يعتبر المنقذ القوي لمصر كما يحلو له أن يقدم نفسه.
وأوضحت أن السيسي يعتمد على نهج الاستبداد والقمع الشديد في حكم البلاد وأنه يعتمد على الأوهام لتحقيق المعجزات الاقتصادية، وذلك من أجل الاحتفاظ بالسلطة، وأنه يستخدم الإرهاب كذريعة لتهميش المعارضين والنقاد المحتملين للنظام العسكري الذي يقوده والذي يعتمد على المحسوبية.
وقالت إنه بالرغم من أن السيسي قد يتعاون مع الغرب للحفاظ على الوضع الراهن على المدى القصير، فإنه لا يعتبر شريكا موثوقا به لتحقيق الاستقرار في مصر أو في المنطقة برمتها.
وأشارت إلى أن السيسي يقدم نفسه في مصر على أنه نسخة من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وأنه يمكن أن يعيد الفخر الوطني وأن يحقق الأمن والازدهار الاقتصادي للبلاد.
وأضافت المجلة أن وسائل الإعلام المصرية الموالية للسيسي احتفت بزيارته إلى البيت الأبيض، لكن وسائل الإعلام الأميركية انتقدت بشدة دعوة السيسي لزيارة البيت الأبيض، وذلك في ظل قمعه للمعارضة ولوسائل الإعلام في بلاده.
وأضافت أن السيسي يقدم نفسه في الخارج على أنه الزعيم العربي الصديق للغرب وأنه يمثل منارة الإسلام المعتدل، الذي يستطيع محاربة التطرف في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وأن زيارته لأميركا تهدف إلى إعادة تركيز العلاقة الأميركية المصرية في مجال مكافحة الإرهاب.
وأشارت إلى أنه إذا وصفت أميركا جماعة الإخوان المسلمين بأنها منظمة إرهابية، فإن السيسي سيشعر بالحرية في القمع بالداخل، لكن خبراء في الشرق الأوسط يرون أن هذه الجماعة تحظى بدعم كبير من المجتمع.
وأكدت فورين أفيرز أن احتضان الغرب للسيسي سيؤدي إلى نتائج عكسية على الجبهات الأمنية والاقتصادية على السواء، وأن السيسي سيتخذ من الدعم الغربي ذريعة لمواصلته القمع ضد خصومه السياسيين باسم الأمن القومي، وأنه سيسعى إلى ترسيخ دور الجيش في التحكم باقتصاد البلاد.