دعت رئيس المجلس الثوري المصري، مها عزام، جميع أبناء مصر إلى الوقوف يدا واحدة أمام سلطة الانقلاب التي قالت إنها تحاول جاهدة “إحراق البلاد وإشعال الصراع الطائفي لصالح أعداء مصر في الداخل والخارج، كي يحفظوا وجودهم حتى على أشلاء كل أبناء الشعب”.
وقالت عزام لـ”عربي21“: في هذه المرحلة “أصبح أمامنا تحديان كيف نسقط الحكم العسكري وكيف نتجاوز الفتنة الطائفية؟، ونحن نعلم أن استمرارية الأمر الأول سيحتم الوصول إلى الثاني”.
وأضافت: “لذلك علينا جميعا أن نتحد أمام عدونا المشترك، ونناهض ما ينتجه هذا النظام من تدهور كبير ومتواصل للدولة والمجتمع. علينا أن نسلك معا نهج المقاومة بداية بعدم منح أي اعتراف بشرعية جنرال استولى على السلطة بالقوة والخلسة، لكي ينهب هو وحلفاؤه موارد وثروات الوطن لحساباتهم الخاصة”.
وأكدت “عزام” أن “ما تمارسه سلطة الانقلاب من محاولات متتابعة لدفع مصر إلى صراع طائفي “هو رغبة في تغيير وجهة الصراع الذي يجب على كل شعب مصر بكل طوائفه أن يعلمه” مشددة على أن “الصراع ليس بين أفراد أو طوائف الشعب الواحد، ولكنه صراع بين كل الشعب وكل الفسدة”.
وأشارت رئيس المجلس الثوري إلى أن تفجيري كنيستي طنطا والإسكندرية يذكّرانهم بما ثبت من قيام الأمن المصري بتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة الأول من كانون الثاني/ يناير 2011، لافتة إلى أن “الشعب لن ينعم بالأمن والسلام إلا في ظل العدالة والشفافية”.
واستطردت قائلة:” السيسي يتحدث محليا ودوليا عن أهميته المزعومة بالنسبة للأمن والاستقرار، لكن على مدى أربع سنوات منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو لم نر إلا ازديادا واضحا في التدهور الأمني بدرجة وصلت إلى أكثر من خمسة أضعاف عما كانت عليه قبل الانقلاب، مما نتج عنه قتل آلاف الأبرياء من المعارضين والمواطنين على السواء”.
وتابعت:” رأينا في السنوات الماضية من عمر الانقلاب انحدارا كبيرا في الاستثمار والسياحة، وانهيارا في الاقتصاد تلاه تدهور في قيمة الجنيه الذي صاحبه ارتفاع في التضخم المالي والأسعار مع ازدياد غير مسبق في معدلات الفقر حتى أصبحت مصر تتسول المعونات التي يسطو عليها العسكر ولا تنتج شيئا للوطن أو للمواطن الذي يتضور جوعا أو يموت فقرا”.
وحمّلت “عزام” سلطة الانقلاب العسكري المسؤولية الكاملة عن قتل المواطنين، مسلمين ومسيحيين، مؤكدة أن الشعب المصري “عاجلا أو آجلا سيحاسب كل من قتل ونكل واغتصب وسيتحقق بإذن الله القصاص العادل لكل شهيد” على حد قولها.
وكان المجلس الثوري المصري قد أدان تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، اللذين أسفرا عن مقتل 45 شخصا على الأقل، متوجها لأهالي الضحايا بأصدق التعازي، راجيا من الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، ومتمنيا سرعة الشفاء للمصابين.
وقال في بيان له صدر عقب التفجيرات بساعات قليلة إن “استهداف دور العبادة، وأي من أفراد الشعب المصري هي جريمة لا تغتفر”، مشدّدا على أن “المستفيد الوحيد من كل هذه الجرائم هو سلطة الانقلاب، وأن هذه الحوادث الغاشمة تعبر عن فشل كامل للمنظومة الأمنية التي يرعاها الانقلاب، إن لم تكن تلك المنظومة هي الفاعل الأصلي لهذه الجرائم”.