سجن كبير في محافظة الإسكندرية شمالي مصر، اشتهر بكونه من أكبر السجون في البلاد، وسلطت عليه الأضواء لاستقباله المساجين السياسيين وتوارد التقارير عن حجم معاناة المعتقلين بداخله، حيث يتكدس أكثر من 20 سجينا داخل حجرة مساحتها أربعة أمتار مربعة.
وبُني سجن برج العرب ضمن سلسلة من السجون المصرية المشهورة التي أنشئت بداية من تسعينيات القرن الماضي، مثل سجن العقرب الشديد الحراسة وسجنيْ أبو زعبل ووادي النطرون.
الموقع
يقع السجن في منطقة صحراوية غرب الإسكندرية ثانية كبريات المدن المصرية، وهو يعد من السجون شديدة الحراسة، خصوصا أنه من أهم السجون التي تستقبل المعتقلين السياسيين من جماعة الإخوان المسلمين، فضلا عن المتهمين الخطرين في الجرائم الجنائية.
وعلى مقربة من السجن توجد استراحة للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك اعتاد القدوم إليها صيفا، وهو ما كان يمثل عنصر إزعاج ومضايقة للسكان بسبب إجراءات الأمن الكثيفة.
التاريخ
بُني السجن عام 2004 لكنه لم يكن معروفا على نحو خاص، فهو أقل شهرة من سجون مصرية أخرى مثل سجون منطقة طرة جنوبي القاهرة (يعرف أيضا بالليمان والاستقبال والمزرعة)، إضافة إلى سجن العقرب.
لكن هذا السجن أصبح بشكل مفاجئ أحد أشهر السجون المصرية بعدما نقل إليه الرئيس المعزول محمد مرسي (أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا) بعد ساعات من أولى جلسات محاكمته، التي بدأت بعد نحو ثلاثة أشهر من انقلاب الجيش المصري عليه.
الأقسام
تتكون منطقة سجن برج العرب من ثلاثة أقسام: يضم أولها كتيبة من قوات الأمن المركزي المكلفة بحماية السجن وتأمينه، أما الثاني فهو سجن برج العرب الاحتياطي، بينما القسم الثالث هو ليمان برج العرب المخصص لمن صدرت ضدهم أحكام بالسجن المشدد.
ويضم سجن برج العرب الاحتياطي 25 قسما موزعة على خمس مجموعات تضم كل واحدة منها خمسة عنابر، ويضم العنبر الواحد 18غرفة تتوزع على جناحين، يضم كل جناح منهما تسع غرف وفناءين أحدهما أمامي والآخر خلفي.
ويقع داخل منطقة السجن مستشفى على مقربة من البوابة الرئيسية، ويتكون من عدة عيادات للتخصصات الطبية المختلفة، لكن المعلومات المتواترة تؤكد أنه فقير من حيث التجهيزات والمعدات الطبية.
أما سجن ليمان برج العرب فيضم خمسة عنابر مخصصة للسجناء الذين يقضون عقوبات بالسجن في قضايا مختلفة، منها عنبر يطلق عليه اسم المستشفى لكونه مخصصا للسجناء الذين يحتاجون إلى رعاية طبية.
ويعلو منطقة السجن سوران يرتفعان بعدة أمتار ويضمان أبراج مراقبة، يحيط السور الأول بمنطقة سجن برج العرب ويطوقها من الخارج، بينما يحيط الثاني بسجن برج العرب الاحتياطي وليمان برج العرب.
تجربة السجن
وفق روايات بعض ذوي المعتقلين كما جاء في تقرير لوكالة الأناضول؛ فإنهم يعيشون داخل حجرات لا تتجاوز مساحة الواحدة منها أربعة أمتار مربعة، وتضم عشرين سجينا وربما أكثر في بعض الأحيان.
وتشير الروايات إلى أن المحتجزين يقضون حاجتهم داخل إناء يوجد بإحدى زوايا الغرفة الصغيرة، ويمنعون من الخروج إلى ساحة السجن إلا مرة واحدة في اليوم، وربما يمنعون في أحيان أخرى.
ولم تخل حياة السجين -حسب روايات الأهالي- من عشرات “الانتهاكات” ما بين تفتيش يجرد السجناء من ملابسهم وأغراضهم، وزجهم في حجرات “التأديب”، ومنع وصول الدواء إليهم أو تحويل المرضى منهم إلى المستشفى، وهم “يعيشون داخل عنابرهم في غرف مظلمة يتسلل إليها البرد القارس في المساء، وبصيص نور في الصباح”.
ويشكو أهالي المعتقلين من انتهاكات يتعرض لها أبناؤهم، منها تفتيش السجناء وتجريدهم من ملابسهم وأغراضهم، وإحالتهم إلى حجرات “التأديب”، ومنع وصول الدواء إليهم، أو تحويل المرضى منهم إلى المستشفى.
ونقلت تقارير إصابة العشرات من السجناء بحالات تسمم نتيجة تناولهم المياه الملوثة وغير الصالحة للشرب، وقالت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات (هيئة غير حكومية ومقرها القاهرة) في بيان سابق، إن “الأطباء حذروا من احتمال تعرض المحتجزين بسجن برج العرب للفشل الكلوي نتيجة تكرار حالات التسمم”.
وتتضاعف معاناة المعتقلين بالمعاملة القاسية التي يتعرض لها أهاليهم مع موعد كل زيارة، وينقل عدد من الأهالي مشاهد من المعاناة تتضمن التفتيش المهين والتعنت في استلام بعض الأطعمة، والطوابير الطويلة والانتظار ساعات للظفر بزيارة لا تتعدى عشرة دقائق.
ودفعت المعاناة المستمرة معتقلين للدخول في إضراب عن الطعام، ونجح عدد منهم في تسريب رسائل من داخل المعتقل تنقل تفاصيل عن أوضاع مأساوية يعيشونها.
المصدر: الجزيرة.