الثورات لا تصنع في يوم ولا تقوم بميعاد مسبق”.. كان هذا هو تعليق رئيسة المجلس الثوري المصري، مها عزام، على المظاهرات التي شهدتها محافظات مصر، الجمعة، والمعروفة إعلاميا بـ”ثورة الغلابة 11/11″، مشدّدة على “أهمية الحفاظ على ثوابت الثورة ورفض أي عبث يطال أهدافها”.
وأشارت -في تصريح لـ”عربي 21“- إلى أن “موقف المجلس الثوري المصري من هذه المظاهرات كان متحسبا من إعادة تجربة 30 حزيران/ يونيو 2013، لمحاولة إحداث تغيير سطحي يلتف حول ثوابت الثورة، ويتفادى تحقيق الإرادة الشعبية وعودة الشرعية كاملة”.
وأكدت “عزام” أن التغيير الجذري المنشود لا يمكن أن يتحقق بمشاركة من الذين مكّنوا للانقلاب من النخب السياسية أو بمشاركة من يسعى لتسوية سياسية مع العسكر وبرضاء من القوى الغربية.
وقالت إن “ما أثبتته أحداث الأيام الماضية هو أن الكتلة الصلبة لم تتغير، وأن الطريق إلى الثورة طريق طويل ويحتاج للإعداد، وعلينا أن نحارب أي شعور بالإحباط، ومن قواعد خطتنا الإعداد للعصيان المدني كوسيلة لإحداث ثورة حقيقية تؤدي إلى تغيير جذري في مصر”.
وتابعت القول: “إن إصرارنا على التمسك بثوابت الثورة والحفاظ على مكتسباتها، وفي مقدمتها عودة الرئيس مرسي الذي اختاره الشعب لاستكمال باقي مدته ومحو كل ما حاول الانقلاب فرضه، سواء محاولته إلغاء قرارات الشعب بالنسبة للرئيس والبرلمان والدستور أم لإقرار اتفاقيات كارثية لمصر تكبل حاضرها ومستقبلها، هذا الإصرار هو الذي سيعطينا الفرصة لطرح رؤيتنا وخطتنا لمسار الثورة في المرحلة القادمة”.
وأضافت: “رغم كل المحاولات التي تبذل لتغييب المسار الثوري الصحيح الذي يتبناه المجلس الثوري، وكذلك محاولات الالتفاف على ثوابت الثورة، فإن قراراتنا ومواقفنا بحمد الله وتوفيقه أوضحت أن رؤيتنا للثورة وتقييمنا للمشهد كانا هما الأقرب للصواب، تلك الرؤية قائمة على المقاومة الشعبية المشروعة والرفض التام للقبول بأقل من التغيير الجذري في مصر”.
واختتمت رئيسة المجلس الثوري بقولها: “ما زال عندي يقين تام بأن الثورة ستنتصر بإذن الله، لكن هذا اليقين مقترن بالإيمان بأن طريق النصر صعب ويحتاج إلى الإعداد الجاد والصبر”.
إلى ذلك، وجه المجلس الثوري المصري التحية للثوار الذين أعلنوا الجمعة، أن “الثورة ما زالت حية وباقية، مهما واجهت من تحديات وخيانات، معربا عن تقديره لكل المواطنين الذين تجاوزوا كافة التحديات الأمنية وأصروا على التظاهر”.
وأوضح –في بيان له السبت- أنه “يؤمن بحق الشعب المصري في التحرر من الطغيان الذي يعصف بمصر منذ عقود طويلة، ويدرك حجم التشويه العميق الذي أصاب قطاعات واسعة من المجتمع المصري تحت وطأة الإفقار والإمراض والتجهيل المتعمد الذي تمارسه سلطة الطغيان”.
ودعا المجلس ثوار مصر إلى “إدراك حجم المعركة الكبرى التي يخوضونها، مؤكدا أنها معركة ضد سلطة الطغيان وضد الجهل والفقر الذي يملأ عقول وديار الكثيرين من أهل مصر، تحت رعاية الطبقة الحاكمة وأعوانها”.
وقال إن “الثورات هي أرقى ما ينتجه المجتمع، ويحمل عبئها النبلاء، وعلى هؤلاء النبلاء الذين عرفناهم منذ 25 يناير وحتي الآن أن يستمروا في رفع لواء الثورة، ونعيد التأكيد على أن الثورات حالة مستمرة لفترات طويلة من عمر الأمم، وأن تقدم الثورات المضادة وتراجع الثورة حالة حتمية في تاريخ الثورات والتغيير، وأن الإصرار والتمسك بالثورة مهما كانت التحديات هو أحد أهم أسباب نجاحها”.
وأشار المجلس الثوري إلى تفهمه لضعف مشاركة القطاعات المجتمعية في تظاهرات الأمس تحت وطأة الاستبداد والجهل، داعيا كافة الثوار إلى مشاركته هذا التفهم والاستمرار في بناء الوعي الثوري، والتأكد من حتمية وصولهم للحظة التي ستخرج مصر كلها خلفهم لكسر حكم العسكر للأبد.