دعت رئيسة المجلس الثوري المصري، مها عزام، إلى “العصيان المدني ضد المنظومة القمعية الفاسدة والمغتصبة للسلطة في مصر”، معنلة تأييد المجلس لحراك الثوار بكل الوسائل المتاحة لديهم.
وأكدت – في بيان لها الأربعاء- أن “العصيان المدني الذي يدعو المجلس الثوري إلى بداية التحضير له هو عمل إيجابي، وهو أول خطوات الثورة الشاملة للشعب المصري نحو تحرره من النخبة الفاسدة”.
وأشارت إلى أن “العصيان المدني هو آلية مشروعة في إطار النظام والعرف الدولي لمقاومة الاحتلال أو قمع الحكومات بطرق سلمية ومؤثرة، خاصة وأن هذه الآلية لها تاريخ طويل بذلك، ولعل أشهر حالته هو العصيان المدني ضد الإمبراطورية البريطانية في الهند”.
واستنكرت “عزام” ما وصفتها بحالة الذعر الشديد التي أصابت إعلام النظام بعد دعوة المجلس الثوري المصري للعصيان المدني، مضيفة: “سبب ردة الفعل هذه إنما تدل على ضعف منظومة الانقلاب وسرعة تقويض سندها بين مؤيديها في مصر، لا سيما في ظل الانهيار الاقتصادي التام الذي نتج عن سياسات السيسي ونظامه الفاشل”.
ونوهت إلى أن سياسات نظام السيسي أضرت بجميع قطاعات المجتمع، من خلال غلاء الأسعار الجنوني وتدهور معدلات النمو، حتى أصبحت الحياة العادية للعمال والفلاحين والموظفين شبه مستحيلة، بينما تستمر نخبة العسكر والقضاة والإعلاميين بالاستمتاع بترف يفوق ترف الأغنياء في الغرب.
وأردفت: “الحالة السياسية في مصر الآن في بداية تحول حقيقي، حيث رسم الانهيار الاقتصادي خطوطا سياسية جديدة تحدد العداء ليس من منطلق أيديولوجي وحسب، وإنما من منطلق اقتصادي أيضا، فيصبح فعل عدم دفع فاتورة الكهرباء عملا ثوريا، والامتناع عن الذهاب للعمل عملا ثوريا، ومقاطعة سلع العسكر ومنظومة رجال الأعمال الفسدة حولهم عملا ثوريا”.
وقالت إن “الأحرار والثوار ليعلمون كل العلم أن الهياكل التي أعلنت مؤخرا إنما هي إعادة لمحاولات سابقة لإيجاد حل سياسي يكون الهدف منه إيجاد مساحة للنخب للمشاركة في الحياة السياسية، ولكن تحت سيطرة منظومة الدولة العميقة”.
واستطردت “عزام” قائلة: “يجب على الثوار والأحرار أن يحرصوا على ألا تخط هذه النخب لأغلبية الشعب أجندة مسار الثورة أو خريطة مستقبله”.
وأردفت: “المجلس لن يبقى صامتا أمام أي محاولات لاستغلال اللحظة أو تحويل مسار الثورة من قبل من يناهض النظام ويسعى لحل يخلق له بعض المساحة السياسية، كما يعطي في الوقت ذاته المنظومة التي أنتجت الانقلاب قبلة الحياة ويترك 90 مليون مصري في حال من التدهور المتزايد”.
وتابعت: “لذلك، يدعو المجلس الثوري المصري الشباب إلى أن يستكمل ثورته وألا يقبل بحل تكون نتيجته في النهاية استبدال قائد الانقلاب بمنقلب بوجه آخر أو حكومة ترضي الغرب والدولة العميقة، وأن تكون هذه النتيجة بعيدة كل البعد عن مبادئ ثورة 25 يناير وثوابتنا وهويتنا وأمل شبابنا”.
وأكملت: “أما عن محاولات البرادعي غسل يديه من جرائم الانقلاب وسعيه في أن يبرئ نفسه من مشاركته فيها، فنقول إن الثوار يعلمون جيدا أن أمثاله لا مكان لهم في مستقبل استشهد شبابنا من أجله، وأن الثوار لن يقبلوا برجوع شخصيات ترضي الولايات المتحدة والغرب وتؤيدها بعض النخب”.
وأضافت أن “مصر لديها رئيس منتخب، وهو الرئيس محمد مرسي، ووجوده وآلاف الشرفاء في السجون يمثل حالة من الصمود غير المسبوق من أجل كرامة وحرية هذا الشعب، وأن الثورة لن تسمح باستبدال هؤلاء الأحرار بمن يرضى بالتساوم أو التماهي مع العسكر مرة أخرى”.
وشدّدت “عزام” على أن “الثورة لا تُصنع في غضون ساعات – كما في 30 حزيران/ يونيو 2013- وأن كفاح وتضحيات الشعب المصري، مهما طال الزمن، هدفها هو إسقاط النظام بأكمله، وقلعه من جذوره”.
واختتمت بقولها: “نحن على العهد حتى تتحقق أهداف الثورة كاملة، لأننا لن نسمح لأطفالنا وأحفادنا من بعدنا أن يترعرعوا تحت ظل منظومة تنتهك حقوقهم وتقمعهم وتقتلهم وتفقرهم. وعلينا جميعا الثبات والصبر والإعداد لإسقاط النظام وعودة الشرعية”.