أيها الشعب المصري العظيم..
يا من ثار من أجل العيش والحرية والعدالة والكرامة منذ الخامس والعشرين من يناير 2011 وحتى الآن..
ويا من مارستم هذه الحرية.. وشعرتم بتلك الكرامة.. على مدى 30 شهراً بعد الثورة.. وانتخبتم رئيساً مدنياً ﻷول مرة في تاريخ مصر الحديث بكامل حريتكم. ها هو رئيسكم المنتخب يدفع اليوم، من خلال هذا الحكم الهزلي، ثمن صموده وإبائه وثباته على مبادئ ثورتكم، ورفضه الرضوخ والخنوع والتنازل عن مكتسباتها.
لقد كان الرئيس “مرسي” صادقاً مع نفسه ومعكم؛ حين قال أن حياته ثمن الدفاع عن الشرعية، ونحن نقول له وللعالم: “إن حياتنا جميعاً فداء لمصرنا ولثورتنا ولشهدائنا اﻷبرار”.
ها هو الرئيس “محمد مرسي” يتوج اليوم، بحق، زعيماً للثورة المصرية. لقد استحق هذه المكانة بصموده و تصميمه ووضوح رؤيته، من أجل الحفاظ علی الثورة وبقاء جذوتها مشتعلة حتى تحقيق كامل أهدافها، غير عابئ بما يقدمه من تضحية أو ما يدفعه من ثمن لهذا الهدف الغالي.
إن هذا الحكم الهزلي الذي أملته العصابة الغاصبة للسلطة لن يمر مرور الكرام، وإن من أصدره لن يهنأ بعد هذا الحكم باستقرار، ولن يفتَّ بهذا الحكم في عضد الثوار، بل الصحيح أن هذا الحكم سيكون وقوداً جديداً لثورة لم ولن تتوقف، ولمقاومة للحكم العسكري لم تنقطع على مدى 22 شهراً.
إن المحاكمة والأحكام الهزلية لرئيس أكبر دولة عربية ينبغي ألا تمر على العالم الحر مرور الكرام، بل تتطلب موقفاً حازماً ﻻ يكتفي بعبارات إدانة إنشائية، وأن يتخذ موقفاً عملياً لوقف هذه الجريمة البشعة، التي لو مرت فإن نارها ستطال الجميع.
إننا متمسكون حتى النهاية بثورتنا حتى كسر هذا الانقلاب وهزيمة الثورة المضادة، ومع الأسف فإن هذه التصرفات المجنونة من السلطة الغاصبة عن عمد تدفع المزيد من الشباب إلى العنف، بعد أن فقدوا الثقة في أي حديث عن السلمية وعن العمل السياسي، وبعد أن وجدوا أنفسهم وأصدقاءهم وآباءهم وأمهاتهم وأخواتهم ما بين شهيد وجريح ومعتقل ومشرد وملاحق ومغتصب، دون أن يحرّك ذلك للعالم الحرّ ساكناً لإنقاذ هذه اﻷرواح وإنقاذ المسار الديمقراطي، الذي ذاق طعمه المصريون بعد ثورة يناير.
سيادة الرئيس، إننا علی يقين أن الحكم الظالم عليكم لن يزيدكم إلا إصراراً و صموداً، و نعاهدكم أننا سنبقی علی الدرب سائرين وثائرين، وأن ثورتنا لن تتوقف، فدماء شهدائنا طاقة جديدة لهذه الثورة حتى تنتصر بعودة الجيش لثكناته، وعودة الحياة المدنية، والقصاص للشهداء، وملاحقة كل الخونة والفاسدين.
النصر للثورة والمجد للشهداء والحرية للمعتقلين
المجلس الثوري المصري